(ت13) الرجاء شرح لماذا سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن؟

ورد في فضل سورة الإخلاص جملة من الأحاديث ووصفت في بعضها أنها تعدل ثلث القرآن، ومن هذه الأحاديث:
– ما رواه البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا [أي يراها قليلة] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».
– وما رواه مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».
وقد عرض الإمام ابن حجر في الفتح لهذه المسألة وأورد فيها شروحًا وتخاريج وأهمها:
١- أن السورة تعدل ثلث القرآن في الثواب فمن قرأها حاز هذا الثواب، وهي منحة من الله لهذه الأمة.
٢- أنها تعدل ثلث القرآن في المعاني؛ إذ مدار القرآن على ثلاثة أشياء: التوحيد، والأحكام، والأخبار والوعظ، وسورة الإخلاص خصت بالكلام على الثلث الأول وهو التوحيد.
هذا والله أعلم.
المفتي: د خالد نصر