(ت5) كيف يكون الإذن الإلهي في الآية: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59]؟

أولا: نزلت هذه الآية في المشركين الذين كانوا يحرمون ويحلون أنواعا من الأنعام والثياب من غير دليل إلا الهوى؛ قال تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: 103]. وقال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا} [الأنعام: 136].
وقال تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ} [الأنعام: 140].
إلى غير ذلك من الآيات التي تصف أحوال المشركين في التشريع بالهوى.
ثانيا: الإذن من الله وعلى لسان نبيه؛ قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا». ويلحق بهذا ما استنبطه الأئمة الأطهار قياسا على أصول الشريعة وبعض فروعها مما ثبت دليله؛ قال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
ثالثا: طريقة الإذن:
– الوحي المباشر في القرآن.
– النفث في رُوعِ (نفس) النبي صلى الله عليه وسلم.
– أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله الدالة على المنع أو الإباحة.
– إجماع الصحابة أو الأئمة.
– القياس على ما سبق.
المفتي: د خالد نصر