(ف112) أنا مريضة بالربو ولا أستطيع الصوم ولكني فقيرة ولدي ثمانية أبناء، وزوجي عامل، وأنا غير متعلمة ولا أعمل، فماذا أفعل؟

أولًا: المرض مع الصوم على أحكام:
١- إما أن يكون مرضا مزمنا لا يستطيع معه الصوم ولا رجاء في بُرْئِهِ على الأعم الأغلب، وذلك مثل معظم أنواع السكري والضغط والفشل الكلوي والكبدي وغيرها، فهذا ونظائره إن قال الطبيب: إنه لا يحسن معه الصوم. امتنع المريض من الصوم؛ لأن حفظ النفس مقدم على غيره في الشرع في مثل هذه الأحوال، ويلزم هذا المريض الكفارة عن كل يوم: وجبتان عند الأحناف، ووجبة عند الجمهور عن كل يوم، فإن كان فقيرًا كحال السائلة سقطت عنه الكفارة أيضًا لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: 286]، وقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}[الطلاق: 7]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم».
والأصل في الشريعة رفع الحرج عن الناس، والمرء لا يطالب بالمعدوم أو ما في حكمه.
٢- أن يكون المرض غير مزمن، ولكنه يزداد سوءًا بالصوم، أو يُظَنُّ أن يتأخر الشفاء، وهذا يمتنع معه الصوم أيضًا إلا أنه يلزمه القضاء حين يصح منه، فإن تحول المرض إلى مزمن قبل أن يبرأ تحول إلى الإطعام وحكمه يكون كالذي قبله.
٣- أن يكون مرضه مرضًا خفيفًا يحتمل مع الصوم ولو ببعض المشقة كالصداع وبعض الأوجاع التى تكون في موضع بالجسم ولا يحتاج معها لعلاج عاجل أو دائم، وهذا لا يجوز له الإفطار لهذا السبب لأنه لا حرج فيه، والأصل أن الصوم فيه مشقة، فإن أفطر لهذا النوع صار كالعامد وعليه حكم العامد.
وعليه: فخلاصة سؤال مريضة الربو التي نصحها الطبيب بالإفطار أن تفطر ولا شيء عليها بسبب حال العوز والحاجة.
والله أعلم.
المفتي: د خالد نصر