(ف121) ما قولكم فيمن يقول: إن قول: (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، وأن الوارد من السنة هو ما روته السيدة عائشة قالت: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ ? مَجْلِسًا قَطُّ، وَلا تَلا قُرْآنًا، وَلا صَلَّى صَلَاةً إِلا خَتَمَ بـ«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ »

أولًا: ختام المجلس بقول: « سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ » ورد في السنة الصحيحة وهو من السنن.
ثانيًا: ختام قراءة القرآن بقول: (صدق الله العظيم) جائز وليس فيه شيء للآتي:
١- قال تعالى آمرًا في سورة آل عمران: {قُلْ صَدَقَ اللهُ}[آل عمران: 95]. وهذا نص عام يشمل كل الأوقات ومنها قراءة القرآن، بل إن هذا الجزء من الآية نزل بعد لفظ التلاوة فهو مرتبط به؛ قال تعالى قبلها: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ … قُلْ صَدَقَ اللهُ}.
٢- أن قول: (صدق الله) من الذكر المطلق فمن أراد أن يمنعه عن وقت أو عن حال يلزمه الدليل.
٣- أن الله كرر ذلك مرارًا في القرآن: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا}،{ومن أصدق من الله حديثًا}.
٤- أن الاستدلال بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله جهل مطبق؛ لأن النبي قد يشير إلى الأصل العام الذي يندرج تحته فروع، ولا يلزمه أن يشير إلى كل فرع، ومع ذلك لا يصح عند العقلاء أن يوصف ما لم يذكره فرعًا بالبدعة، ولنضرب مثلًا:
النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم يجمع القرآن في كتاب، ولم يرتب سوره بهذا الترتيب، ولم يعلم أحكام المد والقصر والتنوين وغيرها لا بالعبارة ولا بالإشارة.
ومثل هذا يقال على الحركات والنقاط التي أضيفت في العهد الأموي وعلامات الأوقاف ورؤوس الآي التي أضيفت في العهد العباسي، وكتابة المصحف على قراءات متعددة كما نراها الآن.
هل يقال عن هذا بدع؟!!!
إذن: فالكل مبتدع.
المفتي: د خالد نصر