(ف151) لماذا نؤذن في أذن المولود الجديد؟ سمعت من يقول: هذا هو الأذان وهذه هي إقامة الصلاة تمت في أذن الطفل فأين الصلاة؟ الصلاة تصلى عند وفاته، ألم تلحظوا أن صلاة الجنازة بدون أذان ولا إقامة، إنما كان الأذان والإقامة يوم مولده والصلاة يوم وفاته، وهذه عبرة على أن الدنيا ما هي إلا الوقت بين الأذان والإقامة. فما تعليقكم على هذا الكلام؟

أولًا: ثبت بالسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؛ فعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة.[رواه أبو داود والترمذي وأحمد].
ثانيا: لم يثبت حديث في السنة فيما أعلم عن الإقامة في الأذن اليسرى وإن روي عن بعض التابعين فعله؛ فقد روي أن عمر بن عبد العزيز كان يؤذن في اليمنى ويقيم في اليسرى إذا ولد له مولود.
ثالثا: اختلف أئمة المذاهب في الأذان والإقامة في أذني المولود؛ فقال الجمهور من الأحناف والشافعية والحنابلة بالاستحباب، وقال بعض المالكية بالكراهة
أما ما ذكره من نقل عنه عن سبب الصلاة فلا دليل عليه ولا يشبه كلام العلماء، ولم أطلع عليه لأحد فيما قرأت.
وكذلك يُرَدُّ عليه أن هناك صلوات متعددة بلا أذان ولا إقامة غير صلاة الجنازة
كصلاة العيدين وصلاة الكسوف والخسوف عند من يقول بهما، وصلاة الاستسقاء عند من يقول بها، وصلاة التراويح.
هذا والله أعلم.
المفتي: د خالد نصر