(ف190) يذكر بعض الناس أنه يوجد دعاء وحديث في فضل سورة الضحى، والبعض الآخر اختلف معهم في الرأي، فما صحة هذا الكلام؟ والحديث هو: «من قرأ سورة الضحى أربعين مرة خلال أربعين يومًا، وقال عند الانتهاء: اللهم يا غني يا مغني أغنني غنى لا أخاف بعده فقرًا، واهدني فإني ضال، وعلمني فإني جاهل»، وما أن ينتهي من ذلك حتى يرسل الله إليه من يعلمه الحكمة في اليقظة والنوم. كما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة الضحى سبع مرات عند طلوع الشمس وعند غروبها، لم يضع منه ضائع، ولا يهرب له هارب، ولا يسرق له سارق من بيته، ولا يقع في بيته فساد ولا يدخله وباء ولا طاعون، وكل سارق أو طارق يقرب إلى بيته وسار بليل يجد على بيته سورًا من حديد ولا يجد لمنزله سبيلًا». كذلك عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وتنزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده». وهل ينطبق الحال على سورة الضحى؟

أولًا: لم يثبت في قراءة سورة الضحى بالوصف المذكور في الحديث أربعين مرة أو سبع مرات، حديث أو رواية صحيحة.
كما لم يرد حديث يدل على قراءة سورة الضحى عند فقدان شيء أو ضياعه.
ثانيًا: لا يعني عدم ورود الدليل أنه لا فضل في قراءة سورة معينة في نازلة معينة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعلم خلقه أسرارًا من الدعاء لا تقع لغيرهم كما في حديث: «أو علمته أحدًا من خلقك».
وقد وقع لكثير من الأئمة قراءة ورد معين في نازلة معينة فيعينهم الله بهذا الورد على قضاء الحاجة.
وقراءة سورة الضحى بالعدد حال فقدان الشيء مجرب من أئمة كثر، وقد هداهم الله بفضلها لضالتهم، وقد جربتها أنا مرات، فوافقت الحال في بعضها، وتخلفت في بعضها الآخر.
– وعليه: فيجوز قراءة سورة الضحى لفقدان الشيء، ولكن لا يجب أن نظن أن ذلك من الشرع، أو ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا تقول بغير دليل، والأمر على السعة؛ فمن شاء فليقرأ بغير نكير، ولكنه لا يرتب على هذا حُكمًا أو حِكَمًا أو ثوابًا معينًا، أو حصول منفعة بصورة قطعية، فهذا كله بابه الوقف وليس الاجتهاد.
المفتي: د خالد نصر