هذه مسألة خلافية قديمة:
أولًا: جوزة الطيب -كما ورد في التعريف بها في الموسوعة الدولية وغيرها، وكذلك في موقع دار الإفتاء المصرية- ثمرة شبه كروية، وأشجارها هرمية عالية، وهى منبه لطيف يساعد على طرد الغازات من المعدة، ولها تأثير مخدر إذا أخذت بكميات كبيرة، وتؤدي إلى التسمم إذا أُخِذَت بكميات زائدة، ولها رائحة زكية، وطعم يميل إلى المرارة، وقشور جافة عطرية، ويستخلص منها دهن مائل للاصفرار يعرف بدهن الطيب يحتوى على نحو 4% من مادة مخدرة تعرف بالميرستسين، والباقى جلسريدات لعدد من الأحماض الدهنية، منها: الحامض الطيـبي، والحامض الدهني، والحامض النخلي، ويدخل دهن الطيب فى صناعة الروائح العطرية، ويضاف إلى الحلوى وبعض أصناف المأكولات، كما يستخدم في الصابون، ولجوزة الطيب استخدامات كثيرة في علاج بعض الأمراض، كما يُستخدَم في تطييب الطعام والشراب.
ثانيًا: اختلف الفقهاء في حكم استعمالها:
١- المانعون: قالوا: إنها مسكرة أو مخدرة، وفي كلا الحالين فيها تغييب للعقل فهي محرمة، قال ابن حجر: “حدث نزاع فيها بين أهل الحرمين ومصر، واختلفت الآراء في حلها وحرمتها، طرح هذا السؤال: هل قال أحد من الأئمة أو مقلِّديهم بتحريم أكل جوزة الطيب؟ ومحصل الجواب -كما صرح به شيخ الإسلام ابن دقيق العيد- أنها مسكرة، وبالغ ابن العماد فجعل الحشيشة مقيسة عليها، وقد وافق المالكية والشافعية والحنابلة على أنها مسكرة فتدخل تحت النص العام: «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام»، والحنفية على أنها إما مسكرة وإما مخدرة، وكل ذلك إفساد للعقل، فهي حرام على كل حال”.
٢- المجيزون بالشرط:
قالوا: يمتنع منها الكثير ويجوز القليل لأن الدليل في الحرمة غير صريح، كما أن الإسكار لا يقع إلا بالكمية الكبيرة.
قال الرملي الشافعي: “نعم يجوز إن كان قليلًا، ويحرم إن كان كثيرًا”. أي استعمالها.
وقال البرزلي القيرواني المالكي: “أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ، واشترط بعضهم أن تختلط مع الأدوية, والصواب العموم”.
والذي أراه التفصيل:
– فإن كانت جوزة الطيب مصنعة وداخلة في أجزاء منتج آخر وحصلت على موافقة إدارات التغذية من هيئة معتبرة في الدول التي تجرم المخدرات وهي أكثر دول العالم، فهذه لا حرج في استعمالها.
– إن كانت جوزة الطيب على حالها ولم تصنع، فيجوز استعمال المعقول منها لأغراض الطبخ والنكهة والعلاج وغيرها، وذلك بالرجوع إلى العرف المعروف، ويكون الأمر ديانة بين العبد وربه، وهذا شأن كثير من الأدوية المخدرة والمسكنات القوية.
ولا يجوز استعمال القدر الذي يؤدي إلى الفتور أو التخدير لأن فيه إضاعة للعقل وقوة الجسد.
– وعليه: فيكون الأصل هو الجواز، إلا أن يساء استعمالها بالوصف السابق فيحرم أو يكره على حسب درجة المخالفة.
المفتي: د خالد نصر
أولًا: جوزة الطيب -كما ورد في التعريف بها في الموسوعة الدولية وغيرها، وكذلك في موقع دار الإفتاء المصرية- ثمرة شبه كروية، وأشجارها هرمية عالية، وهى منبه لطيف يساعد على طرد الغازات من المعدة، ولها تأثير مخدر إذا أخذت بكميات كبيرة، وتؤدي إلى التسمم إذا أُخِذَت بكميات زائدة، ولها رائحة زكية، وطعم يميل إلى المرارة، وقشور جافة عطرية، ويستخلص منها دهن مائل للاصفرار يعرف بدهن الطيب يحتوى على نحو 4% من مادة مخدرة تعرف بالميرستسين، والباقى جلسريدات لعدد من الأحماض الدهنية، منها: الحامض الطيـبي، والحامض الدهني، والحامض النخلي، ويدخل دهن الطيب فى صناعة الروائح العطرية، ويضاف إلى الحلوى وبعض أصناف المأكولات، كما يستخدم في الصابون، ولجوزة الطيب استخدامات كثيرة في علاج بعض الأمراض، كما يُستخدَم في تطييب الطعام والشراب.
ثانيًا: اختلف الفقهاء في حكم استعمالها:
١- المانعون: قالوا: إنها مسكرة أو مخدرة، وفي كلا الحالين فيها تغييب للعقل فهي محرمة، قال ابن حجر: “حدث نزاع فيها بين أهل الحرمين ومصر، واختلفت الآراء في حلها وحرمتها، طرح هذا السؤال: هل قال أحد من الأئمة أو مقلِّديهم بتحريم أكل جوزة الطيب؟ ومحصل الجواب -كما صرح به شيخ الإسلام ابن دقيق العيد- أنها مسكرة، وبالغ ابن العماد فجعل الحشيشة مقيسة عليها، وقد وافق المالكية والشافعية والحنابلة على أنها مسكرة فتدخل تحت النص العام: «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام»، والحنفية على أنها إما مسكرة وإما مخدرة، وكل ذلك إفساد للعقل، فهي حرام على كل حال”.
٢- المجيزون بالشرط:
قالوا: يمتنع منها الكثير ويجوز القليل لأن الدليل في الحرمة غير صريح، كما أن الإسكار لا يقع إلا بالكمية الكبيرة.
قال الرملي الشافعي: “نعم يجوز إن كان قليلًا، ويحرم إن كان كثيرًا”. أي استعمالها.
وقال البرزلي القيرواني المالكي: “أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ، واشترط بعضهم أن تختلط مع الأدوية, والصواب العموم”.
والذي أراه التفصيل:
– فإن كانت جوزة الطيب مصنعة وداخلة في أجزاء منتج آخر وحصلت على موافقة إدارات التغذية من هيئة معتبرة في الدول التي تجرم المخدرات وهي أكثر دول العالم، فهذه لا حرج في استعمالها.
– إن كانت جوزة الطيب على حالها ولم تصنع، فيجوز استعمال المعقول منها لأغراض الطبخ والنكهة والعلاج وغيرها، وذلك بالرجوع إلى العرف المعروف، ويكون الأمر ديانة بين العبد وربه، وهذا شأن كثير من الأدوية المخدرة والمسكنات القوية.
ولا يجوز استعمال القدر الذي يؤدي إلى الفتور أو التخدير لأن فيه إضاعة للعقل وقوة الجسد.
– وعليه: فيكون الأصل هو الجواز، إلا أن يساء استعمالها بالوصف السابق فيحرم أو يكره على حسب درجة المخالفة.
المفتي: د خالد نصر