أولا: النبي عليه الصلاة والسلام له مقامات متنوعة، منها التشريع والقضاء والفتيا والوعظ والإرشاد، والسياسة الشرعية، ومقام البشرية.
فلا يحسن أن نسوي بين هذه المقامات في الفهم الصحيح والتطبيق.
ثانيا: النبي عليه الصلاة والسلام أتى بأمور وأصول ثابتة لا تتغير مع تغير الأحوال، كالعقائد والأخلاق والآداب العامة والمعلوم من الدين بالضرورة .
وأتى بأمور اجتهادية منها ما ناسب عصره، وترك للعلماء الاجتهاد في كل ما جد وطرأ على حسب الأصول العامة ومقاصد الشريعة الكلية وعلى حسب الحاجة، فليس بالضرورة أن ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بعينه لزماننا الآن، فقد تتشابه الصورة وتختلف الطريقة، فقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم السواك وحث عليه لا لشيء في السواك وإنما طلبًا لنظافة الفم، ونحن نشابهه في الصورة وهي تنظيف الفم ونغاير في الطريقة وهي استعمال الفرشاة.
وفي ضوء ما سبق: فقول البعض: لو كان النبي حيًّا لفعل كذا. فيه تفصيل:
١- من حيث الاستعمال، قد ورد ما يشبه ذلك في السنة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: «لَوْ كَانَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي» [رواه أحمد في مسنده].
ومنه قول عائشة رضي الله عنها: ” لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ، كَمَا مُنِعَهُ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ” [رواه الشيخان].
٢- هذه المقولة إما أن توافق واجبًا من واجبات النبي، فهي هنا صواب؛ لأن النبي لا يفرط في الواجب، فنقول: لو كان النبي حيًّا ما ترك جهاد الدفع في فلسطين مثلا، ولو كان النبي حيّا لاهتم لأمر الفقراء والمساكين، ولو كان النبي حيًّا لبين لنا ما نفعل في كذا وكذا.
أو أن المقولة توافق مندوبًا، فيجوز إطلاق هذه المقولة من باب الظنِّ الحَسَنِ بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه أهل للمندوبات، ومنها: لو كان النبي حيّا لأكرم الضيف، ولسبل السبل، ولجمع التبرعات. إلى غير ذلك من المندوب في سبيل الله.
أما إن كانت المقولة في المباحات أو في أحوال الدنيا أو كانت مما فيه خلاف فقهي، فتمتنع لأن فيها افتئاتًا على حق النبي في الاختيار، وقول بغير علم، ومن ذلك قول بعضهم: لو كان النبي حيا ما استمع إلى الغناء. مع أن المسألة خلافية، أو: لو كان النبي حيا لفعل كذا وكذا فيمن يحلق لحيته، مع أن المسألة خلافية، أو لو كان النبي حيًّا ما أكل كذا وكذا، أو ما اشترى بيتًا بكذا، مما يحاول بعض الناس إظهار الزهد فيه، فكل هذا من الافتراء والافتئات على حضرته الشريفة، ولا أثارة من علم تؤيده، فيصير مثل هذا محلًّا للعقوبة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
المفتي: د خالد نصر
فلا يحسن أن نسوي بين هذه المقامات في الفهم الصحيح والتطبيق.
ثانيا: النبي عليه الصلاة والسلام أتى بأمور وأصول ثابتة لا تتغير مع تغير الأحوال، كالعقائد والأخلاق والآداب العامة والمعلوم من الدين بالضرورة .
وأتى بأمور اجتهادية منها ما ناسب عصره، وترك للعلماء الاجتهاد في كل ما جد وطرأ على حسب الأصول العامة ومقاصد الشريعة الكلية وعلى حسب الحاجة، فليس بالضرورة أن ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بعينه لزماننا الآن، فقد تتشابه الصورة وتختلف الطريقة، فقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم السواك وحث عليه لا لشيء في السواك وإنما طلبًا لنظافة الفم، ونحن نشابهه في الصورة وهي تنظيف الفم ونغاير في الطريقة وهي استعمال الفرشاة.
وفي ضوء ما سبق: فقول البعض: لو كان النبي حيًّا لفعل كذا. فيه تفصيل:
١- من حيث الاستعمال، قد ورد ما يشبه ذلك في السنة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: «لَوْ كَانَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي» [رواه أحمد في مسنده].
ومنه قول عائشة رضي الله عنها: ” لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ، كَمَا مُنِعَهُ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ” [رواه الشيخان].
٢- هذه المقولة إما أن توافق واجبًا من واجبات النبي، فهي هنا صواب؛ لأن النبي لا يفرط في الواجب، فنقول: لو كان النبي حيًّا ما ترك جهاد الدفع في فلسطين مثلا، ولو كان النبي حيّا لاهتم لأمر الفقراء والمساكين، ولو كان النبي حيًّا لبين لنا ما نفعل في كذا وكذا.
أو أن المقولة توافق مندوبًا، فيجوز إطلاق هذه المقولة من باب الظنِّ الحَسَنِ بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه أهل للمندوبات، ومنها: لو كان النبي حيّا لأكرم الضيف، ولسبل السبل، ولجمع التبرعات. إلى غير ذلك من المندوب في سبيل الله.
أما إن كانت المقولة في المباحات أو في أحوال الدنيا أو كانت مما فيه خلاف فقهي، فتمتنع لأن فيها افتئاتًا على حق النبي في الاختيار، وقول بغير علم، ومن ذلك قول بعضهم: لو كان النبي حيا ما استمع إلى الغناء. مع أن المسألة خلافية، أو: لو كان النبي حيا لفعل كذا وكذا فيمن يحلق لحيته، مع أن المسألة خلافية، أو لو كان النبي حيًّا ما أكل كذا وكذا، أو ما اشترى بيتًا بكذا، مما يحاول بعض الناس إظهار الزهد فيه، فكل هذا من الافتراء والافتئات على حضرته الشريفة، ولا أثارة من علم تؤيده، فيصير مثل هذا محلًّا للعقوبة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
المفتي: د خالد نصر