(ف290) هناك شخص يريد أن يدخل في الإسلام فهو على أتم الاقتناع، وبدأ في ممارسة الشعائر كالصلاة وقراءة القرآن، وينوي صيام شهر رمضان بإذن الله. لكنه لم يأخذ الشهادة بعد في أي من المساجد أو المراكز الإسلامية لأنه يريد أن ينتظر والديه ليشاركاه هذه اللحظة، ووالداه يعيشان في الخارج ولا يستطيعان الحضور لعدة أشهر. السؤال هنا ما أهمية إشهار إسلام الشخص بين أفراد المجتمع إذا نوى الإسلام وربما نطق أو لم ينطق الشهادة سرًّا؟ وهل -لا قدر الله- إذا توفي يؤجر على نيته حتى ولم يأخذ الشهادة بعد؟ وهل يجب عليه ألا ينتظر أو يؤخر إشهار إسلامه؟

الدخول في الإسلام يتطلب أمرين: الاعتقاد بالجنان والنطق باللسان.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: “واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقادًا جازمًا خاليًا من الشكوك، ونطق بالشهادتين، فإن اقتصر على إحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلا؛ إلا إذا عجز عن النطق”.
وعلى ذلك فالنية وحدها لا تكفي لإعطاء الشخص أحكام الإسلام قضاء، ومنها مثلا: تزويجه، والصلاة عليه إذا مات، وقسمة الميراث له وعليه.
أما الإشهاد فليس شرطًا لصحة التحول للإسلام ديانة، وقد يحتاج إليه قضاء في مسائل الزواج والطلاق والميراث والمعاملات المالية وغيرها، فلا تقبل دعوى كل مدَّعٍ.
المفتي: د خالد نصر