(ف298) هل يجوز لي قراءة الإنجيل للرد على المسيحيين علمًا بأن علمي في الشريعة محدود أو متوسط؟ أخشى إن قرأته أن يتأثر قلبي رغم أني موقن بأنه محرّف.

أولا: كتاب الله الخاتم والجامع لكل الرسالات السابقة هو القرآن الكريم، الذي هو كتاب فيه أصول كل شيء، وفيه ما يحتاجه المسلم من أدوات الحجاج والجدل.
ولقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر رضي الله عنه لما أراد أن يطلع على كتب اليهود والنصارى؛ فعن جابر بن عبد الله قال: أتى عمرُ النبيَّ فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: «أمتهوكون (أمتحيرون) أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي». [رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان].
وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال: «أفي شك أنت يا ابن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية، لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي».
وما ذاك إلا ليحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على وحدة مصدر التلقي.
ثانيا: لا يجادل أهل الكتاب إلا من أحاط بكتابه أولا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف نجادل عن شيء لا نعلمه حقًّا، ونعلم ما فيه من أحكام وموارد؟!
وعلم الكلام والجدل علم واسع لا بد له من أدوات، منها جملة من علوم الآلة (مثل علم النحو والصرف والمنطق والبلاغة والأصول)، وكلها تسبق مجرد قراءة كتاب المخالف؛ التوراة أو الإنجيل.
فإذا حصلت علم الشرع وعلوم الآلة، فلك أن تقرأ ما تشاء من كتب المخالفين بغية الدرس أو بغية الرد والتفنيد، وخلا ذلك فمضيعة للوقت والجهد.
وعليه: فننصحك أن تصرف وقتك وجهدك فيما ينفعك وينجيك، ولا عليك بجدال هذا أو ذاك حتى يكون لديك من العلم ما يفي بالغرض.
المفتي: د خالد نصر