كما جاء في السؤال، فهذه قضية مكررة في كل عام، والخلاف فيها قديم.
فنقول وبالله التوفيق:
أولا: انتهى العمل لإثبات دخول الشهر العربي –ولا سيما شهر رمضان المبارك- إلى ثلاثة طرق:
الرؤية الخاصة: وهي ما يشار إليه باختلاف المطالع، وتعني أن يتراءى كل فرد لنفسه أو كل بلد لنفسه أيضا.
والرؤية العامة: ويشار إليها باتحاد المطالع، وتعني أن يتراءى المسلمون بعضهم لبعض، فإذا ثبت الهلال في مكان بشهادة العدول صام كل من يشاركهم الليل ولو بجزء قليل بصيامهم ورؤيتهم.
والأخير هو استعمال الحساب الفلكي ومراقبة دورة الشمس والقمر: وهو أمر قديم أيضًا كان له أنصاره من الفقهاء.
وبين هذه المناهج الثلاثة تولدت آراء أخرى فرعية كمن يجمع بين الحساب والرؤية، ومن يستعمل الحساب في النفي وليس في الإثبات، إلى غير ذلك.
ثانيا: القول باختلاف المطالع وترائي الأفراد والبلاد أفرادًا، هو أضعف هذه الآراء، ويخالف ما عليه الجمهور الذين قالوا باتحاد المطالع وفيهم المذاهب الأربعة والليث بن سعد، وهو ما رجحه ابن تيمية وغيره.
وذلك أن القول بترائي الناس أفرادا وبلدانا، كان له وجه تاريخي وجغرافي، زال مع تقدم الزمن وسهولة الاتصال بين المسلمين، فهو موقوت بحال قد زال.
وكذلك هذا القول يخالف قاعدة مهمة في الشريعة وهي (ولا تفرقوا) فاجتماع الناس على الشيء أهم من تحري الدقة فيه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: «الصومُ يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون» [رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعُظْمِ الناس] بغض النظر عن الدقة.
فاجتماع المسلمين على العبادة مقصد من مقاصد الشريعة، وهو مقدم.
ثالثا: الرؤية وسيلة، واجتماع الناس غاية فلا يجب أن تكون الوسيلة مبطلة للغاية.
والقول باختلاف المطالع إنما هو باب من أبواب الفرقة، فلا بد أن يهجر هذا القول، لما فيه من اختلاف الكلمة، وإضعاف للشعيرة في قلوب الناس.
المفتي: د خالد صر
فنقول وبالله التوفيق:
أولا: انتهى العمل لإثبات دخول الشهر العربي –ولا سيما شهر رمضان المبارك- إلى ثلاثة طرق:
الرؤية الخاصة: وهي ما يشار إليه باختلاف المطالع، وتعني أن يتراءى كل فرد لنفسه أو كل بلد لنفسه أيضا.
والرؤية العامة: ويشار إليها باتحاد المطالع، وتعني أن يتراءى المسلمون بعضهم لبعض، فإذا ثبت الهلال في مكان بشهادة العدول صام كل من يشاركهم الليل ولو بجزء قليل بصيامهم ورؤيتهم.
والأخير هو استعمال الحساب الفلكي ومراقبة دورة الشمس والقمر: وهو أمر قديم أيضًا كان له أنصاره من الفقهاء.
وبين هذه المناهج الثلاثة تولدت آراء أخرى فرعية كمن يجمع بين الحساب والرؤية، ومن يستعمل الحساب في النفي وليس في الإثبات، إلى غير ذلك.
ثانيا: القول باختلاف المطالع وترائي الأفراد والبلاد أفرادًا، هو أضعف هذه الآراء، ويخالف ما عليه الجمهور الذين قالوا باتحاد المطالع وفيهم المذاهب الأربعة والليث بن سعد، وهو ما رجحه ابن تيمية وغيره.
وذلك أن القول بترائي الناس أفرادا وبلدانا، كان له وجه تاريخي وجغرافي، زال مع تقدم الزمن وسهولة الاتصال بين المسلمين، فهو موقوت بحال قد زال.
وكذلك هذا القول يخالف قاعدة مهمة في الشريعة وهي (ولا تفرقوا) فاجتماع الناس على الشيء أهم من تحري الدقة فيه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: «الصومُ يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون» [رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعُظْمِ الناس] بغض النظر عن الدقة.
فاجتماع المسلمين على العبادة مقصد من مقاصد الشريعة، وهو مقدم.
ثالثا: الرؤية وسيلة، واجتماع الناس غاية فلا يجب أن تكون الوسيلة مبطلة للغاية.
والقول باختلاف المطالع إنما هو باب من أبواب الفرقة، فلا بد أن يهجر هذا القول، لما فيه من اختلاف الكلمة، وإضعاف للشعيرة في قلوب الناس.
المفتي: د خالد صر