(ف327) هل يجب إذا رؤي هلال شوال خلال خسوف الشمس أن يكون اليوم التالي هو أول أيام العيد؟

أولا: بالنسبة لدورة الشهر القمري، لا بد أن يمر بمراحل معلومة بسبب موقع القمر من الشمس والأرض وطبيعة انعكاس ضوء الشمس عليه، مع مواجهتنا نحن لأجزاء القمر تباعًا.
ومراحل دورة القمر الشهرية هي:
١- المحاق: وهي مرحلة ظلمة القمر، وتكون في نهاية الدورة، وفي نفس الوقت هي مرحلة التمهيد لولادة هلال الشهر الجديد.
٢- الهلال: وهي مرحلة بداية ظهور خيط نصف دائري لانعكاس ضوء الشمس على القمر، وهو مؤذن ببداية الشهر القمري.
٣- التربيع الأول: وفيه تتزايد المساحة المضيئة المرئية من سطح القمر، ويمكن رؤيته خلال النهار ويختفي أول كل ليلة.
٤- الأحدب: وفيها يتجه القمر نحو الكمال في دائرة الإضاءة، ويستمر ظهوره طوال الليل مضيئًا.
٥- البدر: وفيه تصل نسبة إضاءة محيط القمر إلى مائة بالمائة ويقع في منتصف الشهر في الرابع عشر والخامس عشر من الشهر.
وبعد ذلك تبدأ الرحلة العكسية للقمر حتى نصل إلى مرحلة المحاق في نهاية الشهر وهي الإظلام الكامل ثم مولد الهلال الجديد.
ومعنى ذلك، أن مجرد وجود الهلال ليس وحده دليل ميلاد الشهر حتى يمر القمر بمراحل تطوره المشار إليها، وإلا فإن الهلال كما يكون في أول الشهر يكون أيضا في آخر الشهر بسبب تناقص المساحة المضيئة من القمر، وتكون بعد السادس والعشرين من الشهر، ولا يمكن أن نعتبر هذا هلال بَدْءِ الشهر، بل هو هلال أفول الشهر.
ثانيا: كسوف الشمس يحدث عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض، وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضيء.
وعلى ذلك فالذي يبدأ في الظهور هو ضوء الشمس مع حركة القمر الذي يمنع رؤية الشمس من الأرض، فالإضاءة للشمس وليست للقمر، ولذلك بمجرد حركة القمر تنكشف الشمس تماما وتعود للإضاءة مرة أخرى.
وهذا يختلف عن هلال القمر.
ثالثا: استقر رأي الفقهاء على أن ثبوت الهلال يقع برؤيته بعد غروب الشمس وليس خلال النهار، فعند المذاهب الأربعة أن هلال النهار لا يترتب عليه بَدْءُ صوم أو انتهاؤه.
قال أصحاب الفتاوى الهندية في الفقه الحنفي: (وإذا رأوا الهلال قبل الزوال -الظهر- أو بعده لا يصام به ولا يفطر).
وقال اللكنوي في الفلك الدوار: (وقد صرحت أئمة المذاهب الأربعة بأن الصحيح أنه لا عبرة بروية الهلال نهارًا، وإنما المعتبر برويته ليلا).
وقال البهوتي الحنبلي: (لا أثر لرؤية الهلال نهارا).
واستدل هؤلاء بأثر رواه ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي وائل قال: “أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين: إن الأهلة بعضها أكبر من بعض، فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا”.
وعلى ذلك لا أثر لرؤية هلال شوال مع خسوف الشمس.
المفتي: د خالد نصر