(ف344) إن أردت أن أذبح شاتين أيهما أكثر ثوابًا؛ في التسع من ذي الحجة أم في يوم العيد وأيام التشريق؟ وأي الذبائح أفضل؟

ترتيب الذبائح في عظم الأجر والقدر كالآتي:
١- ذبيحة النسك (الهدي) وهي التي يذبحها الحاج المتمتع والقارن؛ قال تعالى: ﴿‌وَالْبُدْنَ ‌جَعَلْنَاهَا ‌لَكُمْ ‌مِنْ ‌شَعَائِرِ ‌اللَّهِ﴾ [الحج: 36] على قول من فسّر الآية أنها في ذبيحة النسك، وهم الجمهور، بخلاف من جعلها في ذبيحة الأضحية، وهم الشافعية؛ لأنها مرتبطة بالشعيرة، وما جاور الشعيرة ففضله يزيد على غيره، كثواب قراءة القرآن في الصلاة أجزل من القراءة في غيرها. ويلحق بها ذبيحة الإحصار والأذى وجزاء الصيد.
٢- الأضحية والتي تقع في وقتها المحدد شرعًا؛ لما ورد فيها من الذكر في القرآن والسنة النبوية ما لم يرد في غيرها من أنواع الذبائح خلا ذبيحة النسك؛ قال تعالى: ﴿ ‌فَصَلِّ ‌لِرَبِّكَ ‌وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة رضي الله عنها: «ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا». [رواه الترمذي وابن ماجه].
وروى زيد بن أرقم، قال: قلت أو قالوا: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: «سنة أبيكم إبراهيم»، قالوا: ما لنا منها؟ قال: «بكل شعرة حسنة»، قالوا: فالصوف؟ قال: «بكل شعرة من الصوف حسنة». [رواه أحمد وابن ماجه وفي سنده مقال].
٣- الوليمة للنكاح: لأن مدار خلاف العلماء في حكمها يدور بين الوجوب وهو رأي الظاهرية وقول عند المالكية والشافعية، ووجه عند الحنابلة، وبين السنية وهو رأي جمهور الفقهاء من السادة الأحناف والشافعية والحنابلة، وهو قول معظم الفقهاء المجتهدين.
وما تنازع الوجوب فيه السنية كان أليق بعظم الثواب مما خلص في السنية
ويلحق بهذا النوع النذر الواجب
٤- العقيقة: والخلاف فيها بين السنية والاستحباب، ومثلها هدي التطوع.
٥- الوضيمة وهي الطعام يصنع لأهل الميت ومداره على الاستحباب، ومثلها النقيعة والتحفة والحذاق، فالنقيعة هي ما يذبح للقادم من السفر، والتحفة هي ما يذبحه المسافر إذا قدم، ليطعمه زائريه ومهنئيه بسلامة الوصول، والحذاق ما يذبح احتفاء بختم القرآن أو جزء منه شكرًا لله.
6- العتيرة والفرع والوكيرة: لأن مدار الخلاف بين الفقهاء بين الاستحباب والإباحة والكراهة.
وعلى الجملة فالثواب أمر نسبي لنا في أحكام الدنيا وحقيقته ومقداره عدًّا وكمًّا عند الله سبحانه وتعالى، وعلينا العمل بالنية، ومنه القبول بالرضا والعلم والجزاء.
المفتي: د خالد نصر