(ف410) هل يجوز تشقير الشعر للرجل؟ بمعنى وضع مادة تزيل لون الشعر الطبيعي وتجعله أشقر.

أولا: أجاز الإسلام تغيير لون شعر الرأس واللحية، بل حث على ذلك إن كان فيه زيادة زينة.
فمن ذلك حديث أبي داود عن ابن عباس قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء فقال: «ما أحسن هذا». قال: فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال: «هذا أحسن من هذا»، ثم مر آخر قد خضب بالصفرة فقال: «هذا أحسن من هذا كله».
ومنه حديث أبي أمامة عند أحمد وغيره وفيه يقول أبو أمامة: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال: «يا معشر الأنصار، حَمِّرُوا، وصَفِّرُوا، وخالفوا أهل الكتاب». قال: فقلت: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسرولوا وأتزروا، وخالفوا أهل الكتاب». قال: فقلت: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يتخففون[يلبسون الخفاف] ولا ينتعلون، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب». قال: فقلنا: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم[أي: لحاهم] ويوفرون سبالهم[أي: شواربهم]. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب».
ثانيا: اختلف الفقهاء في الصبغ بالسواد:
فمنهم من قال بالحرمة واستدل بظاهر بعض النصوص، ومنهم من قال بالكراهة، ومنهم من قال بالجواز المشروط.
والصواب أن صبغ الشعر بالألوان جائز بشروط هي:
١- ألا ينطوي الفعل على غش؛ كمن يريد أن يخفي سنه عمن لا يعرفه.
٢- أن تكون الصباغة بمادة محرمة أو نجسة فهنا تمتنع.
٣- ألا تكون طريقة الصباغة مما يشوه الشكل العام ويخالف العرف والذوق.
٤- ألا تقع الصباغة بنيّة التشبه بالفساق وأهل الفجور والتخنس.
٥- أن يكون اللون واحدًا لكل الشعر؛ حتى لا يقع قزع في الألوان مما هو عادة بعض الطوائف.
٦- ألا تكون الألوان من ألوان الشهرة والتسميع.
المفتي: د خالد نصر