(ف414) إذا قام المصلِّي بعد سجدة واحدة فقط ناسيًا السجدة الثانية وقرأ الفاتحة وركع ماذا عليه أن يفعل؟

إذا نسي المصلي أحد السجدتين، فلا بد أن يأتي بهذه السجدة؛ لأنها ركن من الأركان مع لزوم سجود السهو أيضًا.
ولكن اختلف الفقهاء في كيفية الأداء:
فمن يقول بوجوب الترتيب في الأركان كالمالكيّة والشافعية فإنه يمضي في صلاته وتنقلب ركعاته بعد إلغاء الركعة التي ترك منها السجدة، فإن كان ذلك في الثانية انقلبت أولى وترتب عليه سجدتا السهو فإن كان التذكر في الثالثة انقلبت ثانية.
ويبقى الخلاف بين المالكية وغيرهم في طريقة سجود السهو، هل هو بعد السلام أم قبله:
فعند المالكية إن لم يذكرها حتى رفع من الركعة التي تليها، فإنه يمضي في صلاته وتنقلب ركعاته بعد إلغاء الركعة التي ترك منها السجدة، فإن كان ذلك في الثانية انقلبت أولى وترتب عليه سجدتا السهو بعد السلام إن ذكرها قبل الركوع، فإن لم يتذكرها حتى رفع رأسه من الثانية انقلبت أولى وسجد بعد الانتهاء من صلاته سجدتين بعد السلام. فإن كان التذكر في الثالثة انقلبت ثانية، وبهذا يختلف حال سجود السهو، وذلك أنه إن تذكر قبل الركوع قرأ السورة وجلس للتشهد وسجد بعد السلام، وإن تذكر بعد الرفع من الركوع جلس للتشهد كذلك، وسجد قبل السلام لنقص السورة التي فاتت بالركوع. وهكذا فمهما وجد نقصًا سجد له قبل السلام، وإن لم يجد نقصًا سجد بعد السلام.
وعند الشافعية أنه يسجد للسهو قبل السلام.
أما على رأي السادة الأحناف فالترتيب بين الأركان ليس ركنا في ذاته، فمن ترك سجدة أتى بها مع سجدته العادية فيسجد ثلاثا بدل اثنتين متى استطاع أو يأتي بها بعد الفراغ، ويكمل بقية صلاته ويسجد للسهو بعد تشهد وسلام واحد، ثم يأتي بالتشهد، ويسلم عن يمينه وشماله.
هذا إن تذكر في صلاته، أما إن تذكر بعد الخروج من الصلاة فصلاته باطلة، وعليه الإعادة عند الجميع إن أحدث بعد الخروج من الصلاة أو فارق مكانه، وإن لم يفارق فعليه إعادة كل ما كان بعد هذه السجدة على رأي الجمهور، وله أن يأتي بالسجدة فقط على رأي السادة الأحناف ويتبعه بسجود السهو، وهو ما نختاره والله أعلم.
المفتي: د خالد نصر