بالنسبة لموضوع الاستغفار هي فكرة جيدة أن يذكر بَعضُنا بعضا به في عموم الوقت أو في خصوصه كليلة الجمعة أو ليلة الخميس قبل رفع الأعمال، أما قول من يقول: إن ذلك بدعة. فأحسبه يتظرف وإلا فكلامه هو البدعة. وأريد أن أؤكد على ما ذكره مشايخنا الأفاضل من أن كثرة استعمال كلمة (بدعة) هو في حد ذاته بدعة.
أما الدليل على مسألة الاستغفار أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالاستغفار محمود مطلوب في كل وقت، وهو سبب جلب الرزق وطول العمر وحصول الخلف الصالح، والاستغفار في حقيقته هو نوع من التوبة إلى الله، وقد قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. فالآية فيها دعوة جماعية لفعل التوبة.
أما مسألة تخصيص الوقت كيوم أو ساعة أو مناسبة، فالقاعدة هنا أن كل عمل مندوب لفعله أو تركه جاز ويصح التخصيص فيه؛ لأن الخاص ما زال جزءا من العام، أما الخاص فلا يصح تعميمه إلا بدليل.
مثال: إذا قلت: كل من ألقى سلاحه فهو آمن. دل هذا على العموم، فجئت أنت وقلت: قال فلان: كل من ألقى سلاحه اليوم فهو آمن. فأنت صادق أيضا لأن اليوم جزء من العموم، وقد خصصته أنت لعلة ما، ومع ذلك لا يناقض العموم. هذا مثله، الاستغفار عام كما ورد في الآيات والأحاديث، وجئت أنت وخصصت له يوما لزيادة الاهتمام فلا حرج؛ لأن المخصص جزء من العام. ولكن هناك شرط لذلك وهو ألا ترتب على هذا التخصيص مزية غير مزية الاستغفار والذكر، بمعنى أن من لم يذكر في الْيَوْمِ المخصص محروم وإن ذكر في غيره، فهذا لا يكون إلا بدليل.
ونحن نقوم بهذا التخصيص طوال الوقت دون مخصص سوى العرف؛ فمثلا نجد أن شيخا يدرس الفقه يوم الثلاثاء من كل أسبوع، والقراءة يوم كذا، والتفسير يوم كذا، ويلتزم ذلك، فهذا وإن لم يأتِ دليل تخصيص إلا أنه جائز؛ لأنه مندوب للفعل في كل وقت، كما أن المصلحة قائمة في التخصيص.
المفتي: د خالد نصر
أما الدليل على مسألة الاستغفار أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالاستغفار محمود مطلوب في كل وقت، وهو سبب جلب الرزق وطول العمر وحصول الخلف الصالح، والاستغفار في حقيقته هو نوع من التوبة إلى الله، وقد قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. فالآية فيها دعوة جماعية لفعل التوبة.
أما مسألة تخصيص الوقت كيوم أو ساعة أو مناسبة، فالقاعدة هنا أن كل عمل مندوب لفعله أو تركه جاز ويصح التخصيص فيه؛ لأن الخاص ما زال جزءا من العام، أما الخاص فلا يصح تعميمه إلا بدليل.
مثال: إذا قلت: كل من ألقى سلاحه فهو آمن. دل هذا على العموم، فجئت أنت وقلت: قال فلان: كل من ألقى سلاحه اليوم فهو آمن. فأنت صادق أيضا لأن اليوم جزء من العموم، وقد خصصته أنت لعلة ما، ومع ذلك لا يناقض العموم. هذا مثله، الاستغفار عام كما ورد في الآيات والأحاديث، وجئت أنت وخصصت له يوما لزيادة الاهتمام فلا حرج؛ لأن المخصص جزء من العام. ولكن هناك شرط لذلك وهو ألا ترتب على هذا التخصيص مزية غير مزية الاستغفار والذكر، بمعنى أن من لم يذكر في الْيَوْمِ المخصص محروم وإن ذكر في غيره، فهذا لا يكون إلا بدليل.
ونحن نقوم بهذا التخصيص طوال الوقت دون مخصص سوى العرف؛ فمثلا نجد أن شيخا يدرس الفقه يوم الثلاثاء من كل أسبوع، والقراءة يوم كذا، والتفسير يوم كذا، ويلتزم ذلك، فهذا وإن لم يأتِ دليل تخصيص إلا أنه جائز؛ لأنه مندوب للفعل في كل وقت، كما أن المصلحة قائمة في التخصيص.
المفتي: د خالد نصر