(ف91) ما صحة هذا الحديث: «وَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرُهَا نِسَاءً»؟ وكيف نوفق بينه وبين: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّى أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ»؟

هذا ليس حديثا نبويًّا، وإنما هو من كلام ابن عباس رضي الله عنه كما رواه البخاري عن سعيد بن جبير: (قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ قُلتُ: لَا، قالَ: فَتَزَوَّجْ؛ فإنَّ خَيْرَ هذِهِ الأُمَّةِ أكْثَرُهَا نِسَاءً).
ولا تعارض بين كلام ابن عباس وحديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كما في رواية ابن عباس وعمران بن حصين «اطَّلَعْتُ في النَّارِ فرأَيْتُ أكثَرَ أهلِها النِّساءَ، واطَّلَعْتُ في الجنَّةِ فرأَيْتُ أكثَرَ أهلِها الفُقراءَ».
أولا: لأن الخيرية المقصودة في كلام ابن عباس هي خيرية الدنيا وصلاحها؛ حيث يجد الرجل ما يعصم به نفسه من الحرام، وذلك لا يكون إلا بوجود المرأة، فمتى كان العدد، كانت فرصة الرجل في الإحصان أكبر ، كما كان هناك فرصة في التناسل والتكاثر، وهذا لا يقع إلا بوفرة النساء .
ثانيا: حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لا يركز على العدد بقدر تركيزه على أسباب دخول النار ، فقد جاء في سياق الوعظ ، فهو إنشاء في صورة الخبر.
المفتي: د خالد نصر