أولا: هناك فرق بين الشيعة والجعفرية الإمامية من جهة العموم والخصوص؛ فلفظ الشيعة يعم ليشمل من يقول بإمامة علي وأبنائه مرورًا بالإمام جعفر الصادق وابنه موسى الكاظم وصولًا بالإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري.
وهؤلاء يسمون الجعفرية أو الاثني عشرية.
وكذلك يشمل الشيعة الإسماعيلية الذين يتفقون مع الجعفرية في إمامة الستة الأُوَل، أي حتى جعفر الصادق، ومنه إلى ابنه إسماعيل المبارك (يصر الجعفرية على أن إسماعيل توفي في حياة أبيه وانتقلت الإمامة لأخي جعفر الصادق موسى الكاظم).
وكذلك يشمل لفظ الشيعة الزيدية، وهم من اتبعوا زيد بن علي بن الحسين، ولكن هذه الفرقة انقرضت في صورتها الأولى، وبقي منها الهادوية، وهم أيضا يسمون زيدية، وإن كانوا يرجعون إلى الهادي يحيى والذي ينتهي نسبه لفرع الحسن بن علي.
كما أن لفظ الشيعة يشمل كذلك العلويّة والنصيرية، وإن كان الجعفرية يتبرءون منهم.
وعلى ذلك ففي نسبة الآراء الفقهية لا بد من التمييز بين الجعفرية وغيرهم من فرق الشيعة لمن أراد أن ينسب لهم رأيًا.
أما مصطلح الروافض، فهو مصطلح قديم ارتبط بأمرين:
الأول: من رفض إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وهم جمهور الشيعة.
الثاني: من رفض رد زيد بن على عندما سئل عن أبي بكر وعمر فقال فيهما خيرًا فحصبه ورفضه أكثر أتباعه، فقال: رفضتموني. فذهب الاسم عليهم.
والملاحظ أن الشيعة لا يرون بأسًا في وصفهم بالروافض، بل يرون فيه فخرًا، فمن ذلك ما جاء في كتاب تنبيه الخواطر للأشتري: (أنّ عمارًا الدهني شهد شهادة عند ابن أبي ليلى القاضي فقال له: قُم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنّك رافضيّ. فقام عمار يبكي فقال ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم والحديث، إن كان يسوءك أن نقول لك رافضيّ فتبرأ من الرّفض وأنت من إخواننا، فقال له عمار: ما هذا والله إلى حيث ذهبت. ولكني بكيت عليك وعليَّ. أما بكائي على نفسي فنسبتي إلى رتبةٍ شريفة لست من أهلها…).
وقال ابن رستم في دلائل الإمامة: (إنما قيل لهم رافضة لأنهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق).
ثانيا: أما عن سؤالك: هل هم مذهب أم دين؟
فلا شك أن انحراف الإسماعيلية والعلوية والنصيرية قد خرج بهم عن دين الإسلام وصاروا ملة أخرى وإن انتسبت إلى الإسلام، وكلام أئمة المذاهب فيهم معروف ومشهور، ومنه ما قاله ابن تيمية عنهم في فتاويه: (هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى; بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم).
أما الجعفرية والزيدية الهادوية، فهم من أهل القبلة في العموم، وإن خالفناهم في بعض مسائل الاعتقاد كالعصمة، وكثير من مسائل الأصول والفروع كالرواية والثبوت، وبعض أحكام الصلاة والأحوال الشخصية وغيرها.
فهم مثل غيرهم من فرق أهل السنة لهم استصحاب أصل الإسلام، ويبقى من بعد حكم كل واحد فردا.
فمن ثبت أنه يلعن الصحابة ويتهم أمهات المؤمنين، ويشكك في نص القرآن، فهذا حكمه الخروج من ملة الإسلام.
ومن تلبس بخيانة المسلمين وموالاة أعدائهم والدس عليهم، وإضعاف أمرهم فهو منافق عليم النفاق مثله مثل عبد الله بن أبي وابن سبأ.
أما عموم الجعفرية والزيدية فالأصل فيهم الإسلام، وهم فرقة من فرق المسلمين على العموم وليسوا دينًا منفصلًا.
المفتي: د خالد نصر
وهؤلاء يسمون الجعفرية أو الاثني عشرية.
وكذلك يشمل الشيعة الإسماعيلية الذين يتفقون مع الجعفرية في إمامة الستة الأُوَل، أي حتى جعفر الصادق، ومنه إلى ابنه إسماعيل المبارك (يصر الجعفرية على أن إسماعيل توفي في حياة أبيه وانتقلت الإمامة لأخي جعفر الصادق موسى الكاظم).
وكذلك يشمل لفظ الشيعة الزيدية، وهم من اتبعوا زيد بن علي بن الحسين، ولكن هذه الفرقة انقرضت في صورتها الأولى، وبقي منها الهادوية، وهم أيضا يسمون زيدية، وإن كانوا يرجعون إلى الهادي يحيى والذي ينتهي نسبه لفرع الحسن بن علي.
كما أن لفظ الشيعة يشمل كذلك العلويّة والنصيرية، وإن كان الجعفرية يتبرءون منهم.
وعلى ذلك ففي نسبة الآراء الفقهية لا بد من التمييز بين الجعفرية وغيرهم من فرق الشيعة لمن أراد أن ينسب لهم رأيًا.
أما مصطلح الروافض، فهو مصطلح قديم ارتبط بأمرين:
الأول: من رفض إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وهم جمهور الشيعة.
الثاني: من رفض رد زيد بن على عندما سئل عن أبي بكر وعمر فقال فيهما خيرًا فحصبه ورفضه أكثر أتباعه، فقال: رفضتموني. فذهب الاسم عليهم.
والملاحظ أن الشيعة لا يرون بأسًا في وصفهم بالروافض، بل يرون فيه فخرًا، فمن ذلك ما جاء في كتاب تنبيه الخواطر للأشتري: (أنّ عمارًا الدهني شهد شهادة عند ابن أبي ليلى القاضي فقال له: قُم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنّك رافضيّ. فقام عمار يبكي فقال ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم والحديث، إن كان يسوءك أن نقول لك رافضيّ فتبرأ من الرّفض وأنت من إخواننا، فقال له عمار: ما هذا والله إلى حيث ذهبت. ولكني بكيت عليك وعليَّ. أما بكائي على نفسي فنسبتي إلى رتبةٍ شريفة لست من أهلها…).
وقال ابن رستم في دلائل الإمامة: (إنما قيل لهم رافضة لأنهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق).
ثانيا: أما عن سؤالك: هل هم مذهب أم دين؟
فلا شك أن انحراف الإسماعيلية والعلوية والنصيرية قد خرج بهم عن دين الإسلام وصاروا ملة أخرى وإن انتسبت إلى الإسلام، وكلام أئمة المذاهب فيهم معروف ومشهور، ومنه ما قاله ابن تيمية عنهم في فتاويه: (هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى; بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم).
أما الجعفرية والزيدية الهادوية، فهم من أهل القبلة في العموم، وإن خالفناهم في بعض مسائل الاعتقاد كالعصمة، وكثير من مسائل الأصول والفروع كالرواية والثبوت، وبعض أحكام الصلاة والأحوال الشخصية وغيرها.
فهم مثل غيرهم من فرق أهل السنة لهم استصحاب أصل الإسلام، ويبقى من بعد حكم كل واحد فردا.
فمن ثبت أنه يلعن الصحابة ويتهم أمهات المؤمنين، ويشكك في نص القرآن، فهذا حكمه الخروج من ملة الإسلام.
ومن تلبس بخيانة المسلمين وموالاة أعدائهم والدس عليهم، وإضعاف أمرهم فهو منافق عليم النفاق مثله مثل عبد الله بن أبي وابن سبأ.
أما عموم الجعفرية والزيدية فالأصل فيهم الإسلام، وهم فرقة من فرق المسلمين على العموم وليسوا دينًا منفصلًا.
المفتي: د خالد نصر