(ع20) نشرت صورة في بعض وسائل التواصل عبارة عن نصفين؛ النصف الأول مرسوم فيه السيدة مريم والمسيح عليه السلام، وهو ملقى على الأرض بعد صلبه –كما يزعم النصارى- والسيدة مريم تضعه تحت ذراعها، والنصف الآخر لأم فلسطينية ولدها مقتول وتضعه تحت ذراعها مثل صورة السيدة مريم، ونشر هذه الصورة بعض الإخوة على مجموعات واتساب خاصة بالمسلمين. ولا يخفى عليكم أن الصورة اليمنى لا تتفق مع عقيدتنا في المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ حيث إنه عمل فني يبين “العذراء المفجوعة في ولدها بعد صلبه” بزعمهم. فهل يجوز تداول هذه الصورة بين المسلمين؟ وهل يجوز نشرها للنصارى؟ وهل يشترط نشر تعليق مثل: “مع إيماننا بعدم صحة الصورة على اليمين”، أو “أنتم تؤمنون بالصورة اليمنى ونحن نرى الصورة اليسرى في بلادنا كل يوم”؟

لا يجوز بحال نشر مثل هذه المادة بين المسلمين، وذلك للآتي:
١- لأنها تشير نصًّا إلى عقيدة الصلب والقتل للسيد المسيح، وهو ما يخالف صحيح المنقول في القرآن والسنة، ومجرد النشر والمقارنة فيه تسليم بحقيقة وقوع الحدث؛ إذ لو كنا نؤمن بوقوع الصورة الثانية فلا بد أن نؤمن بوقوع الأولى حتى تقع المقابلة.
٢- لا يجوز تجسيد صور الأنبياء ولا الصحابة ولا السيدة مريم العذراء لمكانتهم في القلوب ولاحتمال وقوع الكذب والتدليس على المعدلين بالنص.
وقد بينا حكم تصوير الأنبياء والرسل في فتوى سابقة.
لكن يمكن لغير المسلمين استعمال الصورة باعتبار إيمانهم، وذلك كنصارى العرب وغيرهم، وكذلك يمكن أن ترسل للمسيحيين فقط من باب إقامة الحجة عليهم بلازم إيمانهم، نصرة لقضية عادلة، وجلبًا لتعاطف الناس حول قضيتنا وصراعنا مع العدو الصهيوني.
المفتي: د خالد نصر