نعم، ما ذهب إليه الأخ هو موطن الكلام، وإن كنت أرى أنه لا فرق بين الأمرين؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم له حق وله جاه ولا ينكر ذلك أحد، والأخ الفاضل الذي استدل بحديث البخاري ومسلم عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: «كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ. قَالَ: فَقَالَ: يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا الله وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَلَّا يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا». فقد فهم منه الأخ أن التركيب يفيد الحصر والقصر وهو خطأ يخالف ظاهر القرآن والسنة، فالذي فهمه أنه لا حق على الله للعبد إلا رفع العذاب، وأنا أقول: انظر إلى قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]. وقال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104]. وقال تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100].
ومن السنة:
ما رواه الترمذي والبيهقي وأحمد وغيرهم ولفظه كما عند الترمذي: « ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمُ الْمُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِى يُرِيدُ الأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِى يُرِيدُ الْعَفَافَ». قال الترمذي: حديث حسن. ووافقه الألباني.
وفي حديث دعوة المظلوم: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».
وغيرها الكثير، أليست مثل هذه واجبات أوجبها الله على نفسه؟ إذن فلا دليل في الحديث على الحصر.
المفتي: د خالد نصر
ومن السنة:
ما رواه الترمذي والبيهقي وأحمد وغيرهم ولفظه كما عند الترمذي: « ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمُ الْمُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِى يُرِيدُ الأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِى يُرِيدُ الْعَفَافَ». قال الترمذي: حديث حسن. ووافقه الألباني.
وفي حديث دعوة المظلوم: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».
وغيرها الكثير، أليست مثل هذه واجبات أوجبها الله على نفسه؟ إذن فلا دليل في الحديث على الحصر.
المفتي: د خالد نصر